العاب قليلة بعالم العاب الفيديو تصنف كأسطورة, وعندما نتحدث عن الأساطير يلمع أسم سلسلة زيلدا كثيرا بكونها واحدة من الألعاب التي وضعت المعايير ورسمت الإبداع وقدمت للاعبين تجارب لايمكن نسيانها عبر ماضيها وحاضرها ومن يدري قد نقول مستقبلها في القريب العاجل, رغم تعدد الأجزاء وإختلاف طريقة الرسوم مابين الواقعية والكرتونية وحتى الزيتية والبعد الثاني والثالث وكل الأحداث والنقاشات التي مرت عليها السلسلة ولكن تظل لعبة زيلدا اوكارينا اوف تايم هي أسطورة أساطير سلسلة زيلدا, لماذا؟
هل لكونها عرفت السلسلة على البعد الثالث بعالم مفتوح لم يشهد له مثيل؟ ام لكونها لعبة قدمت الإبداع بالألغاز ونظام القتال الجديد المبتكر وشخصياتها وقصتها وعالمها وسحرها الذي مهما طال به الزمن يعود من جديد ليكون بصمة تحكي تاريخ عالم الألعاب بأبهى صورة, زيلدا اوكارينا اوف تايم لعبة أتفق عليها المراجعون والمحررون عبر الزمن ليتم تخليدها كنجمة مضيئة بعالم العاب الفيديو يشار لها بالبنان عندما نتحدث عن الإبداع, بعد 13 عاما منذ صدور النسخة الأصلية على جهاز الننتندو 64 تحصل اللعبة على نسخة جديدة معدلة رسوميا وبإضافات جديدة لجهاز ننتندو المحمول, من السهل التغزل بلعبة زيلدا اوكارينا اوف تايم ولكن لنتعرف على مستوى النسخة الجديدة من اللعبة عبر هذه المراجعة.
لينك حان وقت المغامرة
اوكارينا اوف تايم نسخة الننتندو 3DS هي من تطوير فريق Grezzo, قبل أن نبدأ بالحديث عن اللعبة لنتحدث عن فريق التطوير المغمور جدا لغالبية القراء, Grezzo هو الفريق الذي يقوده Koichi Ishii الأسم الشهير خلف واحدة من أقوى سلاسل العاب الار بي جي بالتاريخ لدى سكوير اينكس سابقا “Secret of Mana”, في العام 2007 ومع خروجه من سكوير اينكس قام بتأسيس فريق Grezzo وكانت أول أعماله بالتعاون مع ننتندو بعنوان Line Attack Heroes للننتندو وي وبعد ذلك جاءت الفرصة ليطور ريميك اوكارينا اوف تايم, المثير بالموضوع أن أول العاب سيكرت اوف مانا أستهزأت قليلا بشخصية لينك عبر “قبر” باللعبة ذكر عليه اسم لينك بطل سلسلة زيلدا الشهير.
لنتحدث الأن عن اللعبة نفسها, هنا ينقسم الحديث مابين أشخاص ستكون هذه هي التجربة الأولى لهم مع اللعبة بينما قسم آخر ستكون هذه هي التجربة الثانية لهم, سلسلة العاب زيلدا تصنف كألعاب اكشن ار بي جي , في الحقيقة صعب جدا تصنيف العاب سلسلة زيلدا تحت نوع معين من الألعاب حيث تقدم العاب هذه السلسلة أشكالا مختلفة كثيرة بداخل اللعب من عنصر الاكشن والادفنشر و الألغاز وبالتأكيد الار بي جي, هنا نتحكم بشخصيتك عبر عالم كبير تجوبه لإنقاذ العالم.
لنبدأ الحديث عن الجرافيكس والرسوم, زيلدا هي لعبة مغامرة ثلاثية الأبعاد, النسخة الأصلية صدرت بالعام 1998 وقدمت نقلة كبيرة بطريقة تقديم عالم مفتوح ثلاثي الأبعاد, بعد 13 عاما تعود اللعبة من جديد بشكل جديد, فريق Grezzo قدما جهدا كبيرا هنا حيث تم تطوير الجرافيكس بشكل كبير جدا مع تعديل تصاميم موديلات الشخصيات بشكل كامل لتصبح أقرب لما كانت عليه الرسوم الأصلية للعبة “الآرتورك” والتي لم تساعد قدرات الننتندو 64 آنذاك بتقديمها, المزيد من الألوان تم إضافتها لعالم اللعبة وياله من فرق بجوهر اللعبة فهنا تبدو مملكة “هايرول” رائعة ومليئة بالألوان والفرحة كما كان من المفترض أن تكون, أيضا تصاميم الشخصيات تبدو أكثر جمالا والأهم من ذلك أن اللعبة أصبحت تدور بسرعة 30 إطار بالثانية دون تباطئ كما كان الوضع بالنسخة الأصلية, الانيميشن للشخصيات حصل على تعديل كبير جدا, حركة لينك وقتاله وحتى طريقة القفز والسباحة تعدلت بشكل كبير جدا عن النسخة الأصلية, السؤال الأهم بهذه النسخة هل تم الإستفاده من عنصر البعد الثالث أو الـ3D الذي يدعمه الجهاز بدون النظارات بشكل جيد؟
زعماء عمالقة بطريقك
حسنا يمكن إختصار الحديث كثيرا هنا بالقول أن لعبة The Legend of Zelda: Ocarina of Time 3D هي واحدة من أفضل الألعاب التي شاهدتها بالبعد الثالث, فعلى عكس معظم العاب الجهاز التي تدعم هذه الخاصية وأجد نفسي أغلقها بعد المعاينة فقط, هنا لا أتخيل اللعب بدونها! العمق الذي نراه بالشاشة يعطي اللعبة منظرا رائعا وضخما, والتنقل بساحات هايرول الشاسعة لم يظهر أبدا بشكل أجمل من هذه النسخة, أيضا نشاهد بعض الأشياء تخرج من الشاشة بشكل جميل وخصوصا في المراحل التي تدور بالغابات ونلمح الأنوار خلف لينك بشكل رائع جدا, البعد الثالث بحق يضيف لهذه اللعبة رونقا خاصا وجميلا يستحق المشاهدة, شروق و غروب الشمس على ساحات هايرول لم يكن أجمل بيوم من الأيام.
بالتأكيد ليس كل شئ برسوم اللعبة يمكن وصفها بالجمال, فحتى مع تطوير الجرافيكس الذي شهدته اللعبة ولكن ببعض المناطق كان بالإمكان تقديم شئ أفضل, فستشاهد بعض الأشجار أو فروعها بشكل أدق برسوم ثنائية الابعاد بشكل واضح بالشاشة, أيضا هنالك بعض الاخطاء التقنية بالرسوم وستجد لينك ببعض الاحيان يدخل بجدار أو ماشابه ذلك وترى ماخلف الجدار, هي عيوب بسيطة لا تشوه التجربة بشكل كبير ولكنها موجوده, إجمالا فريق Grezzo قدم جهدا كبيرا بإظهار اللعبة بشكل جميل ورغم أن هنالك مجال أكبر للتطوبر ولكن يبدو أن الفريق كان محدودا برغبة ننتندو بتطوير اللعبة لتواكب رسوم الآرتورك الخاصه بها أكثر من إظهارها بصورة لعبة جيل جديد كتوايلايت برنسس على الننتندو وي مثلا, أنتظر مشاهدة لعبة زيلدا الخاصة للجهاز والمطورة له من الصفر في المرة القادمة.
لنترك الجرافيكس والرسوم ونتحدث عن الصوتيات, اوكارينا اوف تايم صدرت بالعام 1998 وعلى كارتردج ومن يفهم بالتقنية يدرك تماما المشاكل الكبيرة التي كانت تعانيها هذه الصيغة من التخزين مع الملفات والحاجة الماسة لضغطها, فكان الفارق كبيرا بين جودة الصوتيات بصيغة الـMidi على الكارتردج والسي دي آنذاك, The Legend of Zelda: Ocarina of Time 3D لم تأخذ في صوتياتها نفس المعاملة التي حصلت مع رسومها, هنا لم تتحسن الأمور كثيرا, فبعيدا عن لحن واحد بنهاية اللعبة بالأوركسترا ظلت الموسيقى كما هي بالنسخة الأصلية ولكن هل يعتبر ذلك عيبا؟
مواجهة لن ينساها التاريخ
في الحقيقة لا أرى ذلك, فالموسيقى بلعبة اوكارينا اوف تايم الأصلية كانت واحدة من العلامات البارزة بتاريخ الألحان بعالم العاب الفيديو, فكيف ننسى موسيقى زيلدا أو الحصان ايبونا وغير ذلك من الألحان! بحق كوجي كوندو (ملحن السلسلة وهو نفسه ملحن العاب ماريو) قدم لنا تجربة خرافية منذ 13 عاما ولأن الشئ المبهر يظل كذلك مع الزمن فحتى من النسخة الجديدة ورغم عدم تطوير الموسيقى بشكل لائق ولكن لازالت تلك الألحان تنثر نغماتها على مسامعك بشكل يجعل “التقنية” في خجل! 13 عاما مضت وألحان هذه اللعبة مازالت مذهلة, حتى صوت الجنية الصغيرة “نافي” المزعج يعود من جديد وهي تتحدث بكلمتين أو ثلاث فقط طيلة اللعبة ولكن بتأثير ضخم جدا على التجربة, لاتوجد هنا أصوات للشخصيات بعيدا عن بعض الصرخات لشخصية لينك عند تنفيذه بعض الضربات والأسحار وبعض الأصوات الأخرى لشخصيات عالم اللعبة مابين ضحكة وخوف وما إلى ذلك من تعابير.
مغامرة اوكارينا اوف تايم كغالبية ألعاب زيلدا تعتمد وبشكل كبير على الموسيقى, فالأدوات الموسيقية لطالما كان لها دور كبير في مغامرة لينك و هذه اللعبة لم تكن إستثناء بل على العكس كانت ترسخ هذا المفهوم بشكل كبير, لينك من خلال اللعبة يتعلم الألحان التي تقوده في مغامرته وأكاد أجزم انك ستغنيها معه بكل مرة يعزفها لمن يحفظ هذه النوتات من النسخة القديمة, أما من يجرب اللعبة للمرة الاولى فأقول له هنيئا لك وأستمتع بواحدة من أفضل الوجبات الموسيقية التي تقدمها لعبة.
لنتحدث الأن عن العنصر الأهم والذي جعل هذه اللعبة تدخل التاريخ من أوسع ابوابه وهو “اللعب” وأسلوبه, حسنا كما ذكرت أنفا فلعبة زيلدا اوكارينا اوف تايم هي لعبة اكشن ار بي جي, تأخذ فيها بطل اللعبة لينك في مغامرة عبر أرجاء مملكة هايرول من غاباتها و صحاريها و جبالها حتى قصورها ومدنها وقبورها, هنا تتحكم بشخصية لينك بعالم ثلاثي الأبعاد عبر عصا الانالوج و تستخدم باقي الازارير لتنفيذ ضربات السيف وباقي أسلحة لينك, يمكن ترميز أسلحة معينة بازارير مخصصة لسهولة تنفيذها فمثلا من الممكن أن تعطي الزر X خاصية إطلاق السهام بينما الزر Y خاصية إطلاق الـHook Shot, وكذلك يمكن الإستفاده من شاشة اللمس بتخصيص ازارير خاصة لتنفيذ الضربات بمختلف الأسلحة وتغيير الملابس بشكل أسرع و بمجرد لمس الشاشة, مايميز النسخة الجديدة أيضا من اللعبة هو خيار إستخدام خاصية تحريك الجهاز أو كما تعرف بإسم الجايرو سينسر لتحديد الهدف المراد أصابته, وأيضا يستخدم الجايرو سينسر للمنظور الأول للرؤيا لتفقد العالم والمنطقة المحيطة بك.
بطل الزمن يبدأ رحلته
وأيضا تقدم النسخة الجديد من اللعبة نظام المساعدة وقت الحاجة, حيث تبحث عن صخرة موجودة بأماكن معينة من اللعبة وتساعدك هذه الصخره بالمكان القادم المفترض عليك الذهاب له بعرض فيديو بسيط للمكان.
ولكن كيف هو أسلوب اللعبة؟ حسنا تتحكم بشخصية لينك بشكل عادي وتواجه الأعداء في صراع اكشن سريع بدون الدخول لشاشة أخرى أو قوائم كألعاب الار بي جي الإعتياديه, سلسلة زيلدا تصنف كلعبة ار بي جي ولكنها أخذت منحنى بعيد جدا عن العاب الار بي جي الإعتياديه من اليابان, مايميز العاب زيلدا هي تلك الخنادق (الدنجنز) التي ستقضي معها أوقات رائعة جدا, هذه الأماكن هي الجوهر اللعبة حيث تذهب من خندق إلى آخر وتحل الألغاز فيه وتحصل على قدرات جديدة تساعدك للتقدم, إبداع لعبة اوكارينا اوف تايم بشكل كبير يعود لتلك الألغاز التي بحق ستجعلك تفكر كثيرا حتى تعرف الإجابة, لايوجد شئ تعجيزي للاعب ولكن يجب أن تكون دقيقا وتبحث عن كل الحلول الممكنة لتجاوز العقبات قبل أن تصل لرئيس الخندق وتهزمه.