سوالف سوفت |
منظمة سيمبيان تفتقد النظام .. و نوكيا هي المتضرر الوحيد Posted: 29 Nov 2010 03:13 AM PST عجيب أمر نظام التشغيل سيمبيان, الذي لا يزال القائمون عليه متمسكين بأن نظامهم هو الأكثر انتشارا على أجهزة الهواتف المحمولة حول العالم حتى اليوم, فالأمر الواقع يؤكد لنا أن أيام سيمبيان قد مضت و أن هذا النظام ما لم يتغير كليا و بشكل محوري فإنه سيندثر بمرور الأيام على حساب أنظمة أخرى فتية. لست بصدد الخوض في نظام سيمبيان فنيا - و هو الأمر الذي فعلناه من قبل عدة مرات - و إن كنت اليوم أمضيت بعض الوقت مع الهاتف نوكيا N8, أحدث ثمرات سيمبيان المتوافرة حاليا, و لازلت بعد هذا اللقاء على قناعتي بأن النظام هو المشكلة الحقيقية لهذا الهاتف و أنه و إن كان يقدم العديد من الوظائف إلا أنه يشعرك بأنه شئ من الماضي حيث لا يزال يتمسك بتفاصيله و لمحاته الرئيسية ذاتها التي لم تتغير منذ سنوات طوال و أظنها لم تعد تصلح اليوم. ما نحن بصدد المرور به سريعا هو الهيكل التنظيمي المسؤول عن هذا النظام و الذي لابد و أن تخبرنا تحركاته بمستقبل هذا النظام العتيد - إن كان له مستقبل, ما نجده أمامنا هو حالة من التخبط العام التي خيمت على منظمة سيمبيان أو Symbian Foundation الهيكل التنظيمي الرئيسي الذي يفترض أنه مسؤول عن نظام التشغيل, و هذا التخبط لم يبدأ من اعلان اليوم الذي ينصل على قيام منظمة سيمبيان بإغلاق جميع مواقعها على الإنترنت و حساباتها الرسمية على مواقع الشبكات الإجتماعية بما فيها الفيس بوك و تويتر بداية من 17 ديسمبر القادم و هو ما ستتبعه خطوات أخرى خلال الأسابيع و الشهور القادمة بموجبها ستتخلص منظمة سيمبيان من عدد كبير من موظفيها و تبقي فقط على عدد محدود للغاية منهم حيث ستنحصر واجباتها و أعمالها في بيع و ترخيص نسخ من نظام سيمبيان للشركات فقط لا غير, على أن تنهض نوكيا بشكل مستقل بمهمات تطوير نظام التشغيل سيمبيان. ربما يجادل البعض بأن هذة الخطوة لا تعدو كونها تنظيمية و أن نظام التشغيل سيمبيان لن يتأثر باختلاف الاسم أو الكيان القائم على تطويره طالما أن النظام قد أصبح مفتوح بشكل أو بآخر و أنه في المقام الأول و منذ اللحظة الأولى التي عرفنا فيها سيمبيان و نوكيا هي من تملك اليد العليا في تطويره, و لكن للرد على هذة الكلمات دعونا نلقي نظرة سريعة منقبين في الماضي القريب عن تلك اللحظة الأولى التي سمعنا فيها اسم Symbian Foundation, هل هناك من يذكرها ؟! دعوني أذكركم, البداية كانت في منتصف عام 2008, و بعد أن بدأت ثورة أنظمة التشغيل الجديدة التي باتت تسيطر على الساحة في الوقت الحالي عندها أعلنت نوكيا عن شراء سيمبيان بشكل كامل في صفقة مصحوبة بحزمة من القرارات الجديدة تصمنت جعل نظام سيمبيان مفتوح المصدر و حر بشكل كامل و تكوين ما يسمى بتحالف منظمة سيمبيان و الذي يتكون من مجموعة من الشركات التي ستدعم النظام في صورته الجديدة من بينها موتورولا, AT&T, إريكسون و فودافون و عدد آخر محدود من الشركات. هذة الخطوات في حينها بدت و كأن نوكيا قد أدركت طبيعة الصراع القادم مبكرا و نوت أن تطور نظام سيمبيان كليا بما يتناسب مع هذا الصراع الجديد, الصراع القائم بالأساس على السوفتوير و أنظمة التشغيل و ما يمكن أن تقدمه من قيمة مضافة للهواتف التي تحملها, و لكن و بعد أكثر من عامين على هذا القرار فإن سيمبيان يجد نفسه اليوم في هذا الوضع الذي لا يحسد عليه, فبعيدا عن أمجاد الماضي, نجد أن الحلفاء قد تفرقوا بالفعل, فموتورولا أصبحت اليوم واحدة من أكبر أذرع أندرويد و AT&T و فودافون و غيرهم من مشغلي الهاتف لا نية لهم في دعم نظام على حساب آخر لأن شاغلهم الأول و الأخير هو أن يسايروا ما يريده المستخدم فهو من سيشتري هذة الهواتف ليستخدمها مع شبكات الهاتف المختلفة ما يضع Nokia وحيدة في موضع المدافع بإصرار عن نظام سيمبيان و عن كونه نظام يعتمد عليه في بناء مستقبلها. إذا كان لنوكيا آذان منصتة تهتم الى أن تستمع الى نصيحة مخلصة أوجهها اليها فسأقول ان نوكيا بتمسكها بإصرار لا مبرر له بنظام التشغيل سيمبيان في صورته الحالية تخاطر ليس فقط بمستقبلها و لكن بحاضرها كذلك و ان سوق الهواتف الذكية اليوم لم يعد فقط بحاجة الى هواتف جيدة و لكنه بحاجة الى هواتف جيدة تدفعها أنظمة تشغيل أكثر جودة و عذرا, و لكن شئنا أم أبينا فإن سيمبيان بوضعه الحالي لم يعد أحد هذة الأنظمة. خياران لا ثالث لهما لإعادة نوكيا من جديد بقوة الى المنافسة, إما التخلص كليا من سيمبيان و استكشاف أنظمة أخرى أو إعادة بناء هذا النظام من الصفر كنظام تشغيل عصري يناسب طبيعة عالم اليوم. |
You are subscribed to email updates from سوالف سوفت To stop receiving these emails, you may unsubscribe now. | Email delivery powered by Google |
Google Inc., 20 West Kinzie, Chicago IL USA 60610 |